اكرهكــ حبيبتي

(( الرسالة الأولى .. هذيان حرارة الألم .. احتضن به وسادة بيضاء .. أردد لها : أكرهك حبيبتي )) ______________________________________________

أتذكرين يوم جئت تركضين .. تعزفين لحناً على أوتار أحرف اسمي :

( حياتي شاعر .. ما رأيك أن نسـافر إلى بيروت ..؟
أربعة أيام فقط .. أعدك بأنني لن أشـتري شيء من أسواق بيروت .. أود أن أضم نفسي إلى ذراعك و نتمشى على شاطئ بيروت .. !)

يومها كنت مستيقظاً ممدداً في سـريري ..احلق إلى أعماق نظراتكِ التي تحتضنني بغزلٍ دافئ كعزف بيانو راقي في صالون باريسي
حين رفعت عيناي إليكِ ، حين تشابكت النظرات بقبلة طويلة أضفت جمالاً آخر لمعزوفة تغنت بها ماجدة في أبهى أثواب الكلاسيكية نسجها شاعر العصر في " كلمات " ..
أين أنتِ .. ؟
أيتها العاشقة السجينة في حنجرة الزمن .. اشعر بشوقٍ كبير للكتابة .. في هذا الصباح .. عنكِ أنتِ فقط !!
لست أنا من يحاورك .. !!
إنه العشق المـجنون .. عـشقك الذي جعل مني شاعراً .. كاتباً .. تلاحقه أنامل النساء من كل صوب !
هل تبكين الآن ؟ .. أنا لا أعتقد ..
كل ما أعرفه أنكِ أصبتِ عيناك بجفاف الدمع ! .. أنا لا أتفلسف الآن .. .. أنا أهذي .. نعم إنه هذيان جديد ..
أنا يا حبيبتي أود أن.. آه ..
حبيبتي . . منذ زمن بعيد لم أرددها هكذا بصوت مسموع و أنا اكتب و أضع صورتك بجانب أشياء أخرى كنت تحذريني منها
و تكرهيني لأجلها !!
انظري .. ماذا ترتدين في الصورة ؟ .. تخيلي .. تذكري ..!!
في الحقيبة الجلدية ما زلت احتفظ بصورتنا معاً.. ترى ماذا سيقول رجال القبيلة لو علموا أنني أحمل الصورة في حقيبتي !!
في الحقيبة أيضاً.. توجد ورقة صغيرة .. فيها كلمة واحدة " أكرهك " .. قطعتها أناملك !!
تُرى هل قطعتها لأنـها ندمت على كتابتها ؟ .. أم تراها تريد أن تعتذر بطريقة جديدة ؟ أم أنكِ فـعلاً تكرهينني !!! ؟
هي الصورة الوحيدة التي استطعت إنقاذها من جنونك ليلة الحريق !!
ما الذي كُتب على الذراع اليسرى لفستانك ..؟
هنا .. انتظري سأقرأ لكِ :
You are the only Love
هل حقاَ كنت حبكِ الوحيد ؟

رحم الله القباني .. .. كم ظلم الحب .. !!
أتعلمين .. أخطأ القباني .. حين علمنا كيف يكون عشق الأنثـى !!
فشاعر العصر ..شاعر الحب .. علمنا أن كتابة القصيدة مثل من يزني بأنثى.. يمزق بها أشلاؤنا .. و مع ذلك منحناه شريعة الاغتصاب !!
أتـودين أن اذكر لكِ.. كم مرة اغتصبنا الحب ؟ .. في كل مرة ننطق .. بـحروف الحب !!
اكتشفت بعد سنوات أنني لا أجيد الكتابة إلا في حالتين .. كسوف الشمس و خسوف القمر !
أصبحت مثل ركاب قطار يخرج بهم من وسط المروج .. إلى حيث الصحاري القاحلة ..
فلا يثملون إلا حين يتعمق القطار في الصحراء .. ليناموا ثكالى ..!!
اشعر بضيق في تنفسي .. و تسارع ضربات قلبي ..
مازلت ارفض العلاج .. و ما زلت أحرق هذه الأوراق الملفوفة البيضاء!
يسألني صديقي إذا ما كنت أحبك أو أعاند ؟!
تذكرت السؤال . . و أمسكت ورقة ارسم بها لون الأحبار ..
لا يزال صديقي يردد بأني لست شاعر .. و قد قلت له يوماً :
لو أن على كل عاشق أن يكتب الشعر .. لبقيت نساء الكون عذارى .. !!
أنا لست بشاعر .. أنا عاشق .. و الذي لا يعشق حد الثمالة ليس بعاشق .. و أنا ثمل بحبك .. مجنون بهواك .. !!

حان وقت فنجان قهوتي الأمريكية التي لا يجيد إعداده سواي .. بعد أن فرغت من كأس البرتقال ..
نعم ما زلت كما تذكرين كأس برتقال ثم فنجان قهوة .. هكذا دوماً أبدأ صباحي .. لم يتغير شيء ..
حتى وسادتك البيضاء ما زلت تنام بأحضاني !!


يتعالى الصـراخ .. على متن الـقطـار
كيف ُيشـبع العطش طفلاً
في بيتٍ فـقـير ؟
كيف نلتحف الدفء
إذا ما صار البرد حصير !!
و متى يبحر الشراع
إذا ما صار الدرب أعاصير !!
تتضارب أمواج قـاربي
كما المسافر في الضباب
كعزف حـزين
ُيبكي الناي و العود ..
ففي خريف الأوراق ..
عصفور تائه ..
سجين بلا قيود ..

بقلمي ,,,

يسلمواااااااااااا

يسلموووووووووووووووووووووو

العفووووو