~~~~~~~ الدحل ~~~~~~~
الدحل / نقب تفتحه السيول على مدى الأيام ببطن الأرض ، ويكبر حتى يصير جبّا ، يصبح موردا ،
ومن العادة ألاّ يرد هذا المورد إلا الشجاع ،لأنه قد يصبح مأوى للسباع وغيرها ، وكان يوجد بالصمان
بنجد ، خمسة دحول ماؤها عذب براد ، وقد حكي أن أعرابيا صالحا سلك طريقه إلى دحل وأخطاء
بابه وتاه في داخله ، والداخل لايدرك فيه ليلاً أو نهارا لأنه ضلام دامس .
حاول أخوه البحث عنه دون جدوى حتّى يئس ، ومرت أربعون يوما كانت كافيه لجعله في عداد الذين
ماتوا ونتهو .
ولشدة مافوجئوا إذا يرونه ذات يوم قادم عليهم وكأنه خارج من قبره . وسألوه كيف خرجت ؟ قال
سمعت صوت أقدام فتبعتها حتى ظهر النور ، وإذا الأقدام لثعلب ، وتابعت السير حتى خرجت ،
لكني ماكان لي قدره على الإبصار ومن حسن حظي وجدتني على مقربة من مضارب بدو
عالجوني حتى رد الله إلي بصري ، أمّا طعامي فكنت أرى في منامي ناقتي تأتيني وأطعم من
لبنها وهي واقفه عند رأسي ، وقد جعلتها في سبيل الله لمن أراد أن يحج عليها .************************************************