القرن الواحد والعشرون قرن الماديات والثورة الأقتصادية والغلاء المعيشي ...
هكذا يبدو العالم بعين رجل الشارع الكادح البسيط ...
الغلاء المعيشي بات هو الهم المؤرق لكل مخلوق حي ...
في المنزل في العمل في الشارع ...
الأحاديث تتشابه والكلمات تتكرر والصور تكمل بعضها البعض ... غلاء ... غلاء ... غلاء ...
نهرب قليلاً لنريح أعصابنا من هم التفكير والتمحيص فنقلب صفحات الجريدة اليومية ...
لتصدمنا بخبر زيادة في أسعار كذا , وتوقع بغلاء كذا , وإرتفاع مؤشر كذ ...
نفتح جهاز التلفاز فيعود الشريط نفسه ولكن بصورة أخرى !!!
لم نعد نشكو من تربية الأبناء , أو إرتفاع ظاهرة الطلاق وأسبابه , أو ضياع شبابنا وراء الملهيات والمغريات ...
لقد أختزلنا جميع همومنا في هذا الحمل الثقيل والمنغص الكبير والشاغل الأعضم ... ...
فحديث : بكم نشتري هذه ؟ وكم تكلفة تلك ؟ وما سعر ذلك ؟ ...هم حملناه في بيوتنا ... وصاحبنا في العمل ... وأستقبلنا في الأسواق ...
الجميع يشكو الغلاء : الصغير قبل الكبير ... الأمرأة قبل الرجل ... حتى الحيوانات تشتكي الغلاء .
في القرن الواحد والعشرين كل شيء بثمن ...
لم يعد مطلح ( المجان ) موجود في قواميسنا ... أصبحت كلمة ( ببلاش ) أضحوكة لجلب الغنائم وتصيد البسطاء ...
هنالك إعلان منتظر ( دقيقة الأوكسجين بعشرة دولارات ) ...
في القرن الواحد والعشرين كل شيء يزيد إلا المصداقية ... فهي في نزول مخيف ....
يبدو إننا قد وجدنا هم سينسينا كل شيء حتى إشعار آخر ....