بيعة
دع كل خطب وحاكي الصمت في صخب
وجدد العهد عهد السيــف والـحـرب
ورو دهـرك والأيــام عـن خبـر
قد ضج سـامــعه مـن هول مغتــصب
هذي السفوح قلاع مـا لهـا أسد
إلا هــزبر هصـور الفتـك والغـــــلب
هذي الـروابي كسيح الوجد ساكنهـا
تروي مجـازرها أعجوبـــة الـعجــب
مـن ذا يعيد لها أركان سـؤددها
من سطوة الغدر جــلدا غير منتــحب
مـا فض فـوك أخي اليوم منتفضـا
خضبت فينا بنان الصمـــت بالغــضب
مـا القـدس في عرف المجاهد سلعة
كلا وربـك رب الشـــرق والـغـرب
لا تخدعوا بصنـوف القـول يطلقها
دان حـقير لئيـم الأصـــل والــنسب
فالقدس كل ولـن نرضى بتجـزئة
هـلا علمـت هــداك الله لـلأرب
رقت حواش لأرض مـا لهـا سند
زاد الـخلاق بــها تين مـع العـنب
غابت نواضرها من بطش مجزرة
ثم استقرت كطيف الشمس في الغــرب
قد هالها الصمت من أفواه شرذمة
ســادوا البـــلاد برخص غير ملتهب
باعوا الـديار بغير الحق وانتظروا
شــر المعايش من لهو ومن طــــرب
مـا راعهم يوما صوت لمنتحب
هـــزت جوانــحه أرضا من الكرب
غصت جنين بموج الظلم منسكبا
طورا بقصف وأطوارا من الخرب
ان كنت أنسى فلا انسى غطارفة
كانوا الألى عبروا نصرا من القشب
كالجن خلتهم في خفة ندرت
وكالملائك ملء الطهر والأدب
يـا أمنا الأرض ما كلت عزائمنا
والسيف يعرفنا والليل ذو السغب
والصبح نـاطرنا في موعد جلل
لــن نخلف الـوعد وعد الحق لا الـريب
هذي جحافلنا كالصيد نـاطرة
مــــا هـــدها تصب في الله من تعب
والنـصر آت وعين الله تـحرسنا
بشـــرى النبي وصدق الله في الكتب